الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن ما تفعله من ترك الصلاة أحيانا إثم عظيم وجرم جسيم، بل ترك الصلاة الواحدة عمدا أعظم إثما من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من تعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها كفرا ناقلا عن الملة، وذهب الجمهور إلى أنه من أفسق الناس، وأنه شر مرتكبي الكبائر، وأنه على خطر عظيم، ويخشى عليه من سوء الخاتمة، ولكنه لا يكفر كفرا ناقلا عن الملة، وإنما كفره من جنس الكفر الذي هو دون كفر، وقد فصلنا القول في خطر تعمد ترك الصلاة وحكم تارك الصلاة بما تحسن مراجعته في الفتوى رقم: 130853 . فعليك أن تتوب إلى الله تعالى مما اقترفته من تعمد ترك الصلاة، وليس عليك تجديد إسلامك على مذهب جماهير العلماء لأن ترك الصلاة عندهم ليس كفرا ناقلا عن الملة كما ذكرنا، ويجب عليك قضاء الصلوات التي تعمدت تركها في قول الأئمة الأربعة وجماهير أصحابهم، لأن الصلوات المتروكة دين في ذمتك ودين الله أحق أن يقضى. وذهب بعض العلماء كابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة من المعاصرين إلى أنه لا يجب قضاء الصلاة المتروكة عمدا لأنه لم يقم دليل على مشروعية القضاء عندهم، والمفتى به عندنا هو قول الجمهور وهو الأحوط والأبرأ للذمة، وانظر الفتوى رقم: 128781 . فعليك أن تحسب جميع الصلوات التي تركتها في تلك المدة ثم تقضيها حسب طاقتك، ولبيان كيفية القضاء راجع الفتوى رقم: 70806.
والله أعلم.