الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في الأعمال الصالحة هو الحرص على إخفائها وعدم إظهارها إلا لمصلحة راجحة كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 165657 . وعليه فالذي نراه أن يذكر بعضكن بعضا بفضائل هذه العبادات وتكثرن التحاض على فعلها، وأن تتركن هذه الوسيلة المذكورة لما قد تفضي إليه من الرياء وإرادة وجه الناس بالعمل، فإنه يخشى أن تكون الواحدة منكن تعمل ما قرر عمله إنما تريد بذلك أن يوضع اسمها في تلك اللوحة، وفي ذلك من الضرر العظيم على الدين ما لا يخفى، ولا يؤثر في هذا كون بعضكن لا يعرف بعضا إذ الإنسان مجبول على حب الثناء ولو ممن لا يعرف، ثم إن التواصل على هذا النحو كثيرا ما تنشأ عنه معرفة كما هو واقع. فالأولى لكن حرصا على سلامة قلوبكن وأن تكون الأعمال خالصة لوجه الله تعالى أن تكتمنها وتكتفين بالتذكير بفضائلها وما أعد الله لأهلها من المثوبة.
والله أعلم.