الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نستطيع الجزم بما إن كانت هذه القصة حقيقية أم لا، وليس وراء البحث في ذلك كبير فائدة، ولا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه أو يضيع وقته في مثلها، ولا يبعد أن تكون هذه القصة من نسج خيال من يريد أن يشغل المسلمين عن دينهم وتعلمه والاستقامة عليه، فإن هذا هو المطلوب من المسلم الإيمان والعمل الصالح، وهما السبب الحقيقي في نصرتهم وإظهارهم على عدوهم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ {محمد:7}.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره: هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره.اهـ.
والله أعلم.