الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز استخبار من يدعي علم الغيب ولا سؤالهم عن المغيبات، ومن سألهم لم تقبل له صلاة أربعين يوما، ومن صدقهم في دعوى علم الغيب فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى مما وقع منك سواء كنت تصدقين ما يقولون أو لا، فإذا كنت قد تبت إلى ربك تعالى توبة نصوحا فإن الله تعالى سيقبل توبتك مهما كان ذنبك عظيما، وسواء كنت صدقت ما يخبرون به أو لا، فإن التائب يغفر له ذنبه ويصير كأن لم يكن، كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فلا داعي لهذا الخوف، فمهما كان الأمر فإن التوبة الصادقة تمحو أثر الذنب وتزيله بإذن الله، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
والله أعلم.