الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من المقرر شرعا أنه لا يجوز للمسلم حضور أماكن المنكرات إلا لغرض صحيح كالإنكار على أهلها ونحو ذلك كما سبق لنا بيانه بالفتوى رقم: 117162. وراجع أيضا الفتويين: 169097 -59717 وهي عن حكم إقامة الولائم بسبب المآتم. وقراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت مما ينتفع به الميت ولكن الاجتماع لأجل ذلك بدعة من البدع، وانظر الفتوى رقم: 32355.
ولكن إن كان الأمر كما ذكر من أنه لا يوجد من يمكنه أن يعلم الناس الدين الصحيح، وربما شغل مكانك مبتدع يزيد هؤلاء الناس ضلالا، ولا انفكاك لك عن حضور مثل هذه الاجتماعات مع بغضك لها بقلبك، فلا حرج إن شاء الله في حضورك لها مع العمل على بيان الحق للناس في مثل هذه العادات بالحكمة والتدرج حتى تزول يوما ما بإذن الله تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإذا استطاع المسلم أن يقلل من الشر أو يسد مكانا يمكن أن يشغله فاسق أو مبتدع .. فلا شك أن ذلك أفضل. اهـ.
وننصحك بالتركيز على الشباب ودعوتهم إلى الخير حتى تجتمع معك جماعة منهم تعينك على الحق ويستفيض بهم البلاغ، واعلم أن الرفق مفتاح كل خير، وأن عاقبة الصبر الظفر .
والله أعلم.