الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلامنا معك سيكون من جهتين:
الجهة الأولى: تتعلق بعلاقتك أنت مع زوجتك، فينبغي أن تحرصا على أن تكون أسرتكما أسرة مستقرة فيعرف كل منكما للآخر حقه ويعاشره بالمعروف، ويسود بينكما الاحترام والتفاهم. ومن حق الزوج على زوجته أن تطيعه في المعروف كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 27662 . وهي متعلقة بالحقوق بين الزوجين.
فالواجب إذن على زوجتك أن تطيعك في أمرك إياها بأن لا تبقى في بيت أهلها أكثر من يومين، فإن لم تستجب لذلك فهي امرأة ناشز، وكيفية علاج الناشز في خطوات ليس الطلاق بأولها فلا تعجل إليه. وليس لزوجتك تهديدك بالذهاب لبيت أهلها وعدم العودة، بل لا يجوز لها أن تخرج من بيت الزوجية من غير إذنك إلا لعذر شرعي، فإن خرجت لغير عذر فهي ناشز من هذه الجهة أيضا. وعلى كل فإننا ننصحكما بالتفاهم كما أسلفنا بدلا من التعنت الذي قد لا يفضي إلا إلى ما لا يحمد.
الجهة الثانية: أم زوجتك، فإن صح ما ذكرت من تدخلها بينك وبين زوجتك فهي بهذا مسيئة، والمطلوب شرعا من الأصهار حسن المعشر، وإذا تدخل أهل الزوجة فليتدخلوا بالمعروف أو ليدعوا، وأما مثل هذه التصرفات فإنها لا تأتي بخير. ومع هذا فإننا نوصي بالصبر على هذه المرأة وبذل النصح لها بأسلوب طيب، ويمكن أن تسلطوا عليها من يكون له تأثير عليها فينصحها .
وأما منعك أم زوجتك من المبيت في بيتك فذلك من حقك، بل ومن أهل العلم من ذكر أن للزوج منع والدي الزوجة من زيارتها إن خشي عليها ضررا منهما كما هو مبين بالفتويين: 115294 ، 127945. وهذا لا يعني أننا نحرضك على منعها بالكلية، بل مهما أمكنك احتمال أذاها والسماح لها بزيارتها في غير مفسدة فافعل.
والله أعلم.