الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني، واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به، قال: ويسمى حاجته ـ أي يذكرها عند قوله: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر، فيقول مثلا: اللهم إن كنت تعلم أن سفري هذا أو زواجي من فلانة. والحديث رواه البخاري وغيره عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ، فهذه هي استخارة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم نقف على دعاء خاص بتحسين الزراعة، وقد وردت أدعية كثيرة عامة تشمل صلاح الدنيا والآخرة يمكن للمسلم أن يدعو بها لتحسين الزراعة وغيرها، من ذلك ما جاء في القرآن الكريم كقوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة:201}.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر، اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم.
وحديث أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة ـ رضي الله عنها: ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله, ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه الحاكم في المستدرك.
وكذا حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت. رواه ابن حبان في صحيحه.
والله أعلم.