الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك في أن سرعة قراءة الإمام للقرآن في الصلاة مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن، وقد سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً مداً ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم. رواه البخاري.
والله تعالى أمرنا بالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتدبر القرآن، قال تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {محمد:24}.
ولا شك في أن سرعة القراءة تمنع من تدبر القرآن، ومن لا يتدبر القرآن فهو مذموم بنص الآية، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 148201.
ومع جميع ما ذكر، فإن صلاتك خلف الإمام المشار إليه محكوم بصحتها طالما أنك لست متأكدا من أنه يسقط بعض الحروف من الفاتحة، إذ الأصل في المسلم فضلا عمن يتصدر للإمامة أنه يقرأ الفاتحة قراءة صحيحة كاملة ولا يصار إلى خلاف الأصل بمجرد الشك, فإذا لم تتيقن بأنه نقص منها حرفا فإن الصلاة صحيحة.
والله أعلم.