الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن من حسن عشرة الزوج زوجته نومه معها على فراش واحد، فضلا عن أن يكون ذلك في غرفة واحدة، فراجعي الفتوى رقم: 115766. فمهما أمكن الزوج المبيت مع زوجته في غرفة واحدة، بل وعلى فراش واحد فليفعل، فذلك أدعى للألفة والمودة بينهما. ولكن هل يلزم الزوج أن ينام مع زوجته في غرفة واحدة؟ الجواب أن ذلك ليس بلازم شرعا.
قال النووي: والصواب في النوم مع الزوجة أنه إذا لم يكن لواحد منهما عذر في الانفراد فاجتماعهما في فراش واحد أفضل، وهو ظاهر فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي واظب عليه مع مواظبته صلى الله عليه وسلم على قيام الليل، فينام معها فإذا أراد القيام لوظيفته قام وتركها، فيجمع بين وظيفته وقضاء حقها المندوب وعشرتها بالمعروف لاسيما إن عرف من حالها حرصها على هذا. اهـ. ذكره في شرحه على صحيح مسلم.
وينبغي أن تسود علاقة الزوجين التواد والتراحم والتفاهم، ومراعاة كل منهما لظروف الآخر، فمهما أمكن أي منهما تحقيق ما يبتغيه الآخر فعليه أن يفعله، فلا بأس بأن تتفاهمي معه بهذا الخصوص.
والله أعلم.