الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعينك على ترك هذه المعصية وأن يعيذك من شر نفسك، وأنت على خير عظيم ما دمت تجاهد نفسك الأمارة بالسوء، واعلم أن من أدمن طرق الباب ولج، فأكثر من الدعاء واستمر في المجاهدة وسيعينك الله بمنه وكرمه، وأنت مأجور إن شاء الله على مجاهدتك لترك المعصية، وأهم ما ننصحك به لزوم صحبة أهل الخير وترك صحبة البطالين، وألا تخلو بنفسك كثيرا وألا تشاهد أو تسمع ما عسى أن يحملك على هذه المعصية، وأما النظام اليومي فنحن نقترح عليك أن تستيقظ قبل الفجر بمدة حسب ما يتيسر لك فتصف قدميك بين يدي ربك وتدعوه وتتضرع له، ثم تستغفر الله، فإذا حان وقت الصلاة فاذهب إلى المسجد وأد الصلاة في جماعة، ثم امكث في المسجد حتى تطلع الشمس حسنة ثم قم فصل ركعتين، ثم ارجع إلى بيتك فتهيأ لشأنك إن كنت بصدد الذهاب لمدرسة أو غيرها، مع الحرص على ذكر الله في أثناء ذلك، وتجنب اللغو والإعراض عن صحبة من لا تنفع صحبتهم وتحرص على أداء الصلوات في جماعة، وبعد العصر تحرص على الإتيان بأذكار المساء لا تخل بها، واقض بقية نهارك في استذكار دروسك وأداء واجباتك، وإذا كان عندك وقت فراغ فاسمع فيه شيئا من المحاضرات الدينية النافعة التي ترقق القلب وتقبل بك على الله تعالى، ولو أمكنك أن تحضر شيئا من هذه المحاضرات فهو حسن. فإذا صليت العشاء وراتبتها فإن كان بقي عليك من دروسك أو واجباتك شيء فاقضه ثم احرص على النوم مبكرا، ولا تستعمل الحاسوب وتطالع النت إلا لحاجة داعية إلى ذلك، واحرص على أن تكون مطالعتك للنت بمحضر من أسرتك لئلا يزين لك الشيطان مطالعة ومشاهدة ما لا يحل. والله المسؤول أن يرزقك توبة نصوحا.
والله أعلم.