الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا علم لنا بالأسماء المذكورة قبل جبريل عليه السلام، وقد نهى العلماء عن الدعاء بالأسماء المجهولة المعنى في لغة العرب: ففي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ وسئل عمن يقول يا أزران يا كيان ـ فكان مما أجاب به: وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب، فكل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقى به فضلا عن أن يدعو به ولو عرف معناها وأنه صحيح لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية. انتهى.
أما سؤال الله تعالى بحرمة جبريل أو غيره من الملائكة أوبحرمة الأنبياء، فإنه من التوسل المنهي عنه شرعا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 75835.
وإنما يشرع التوسل بأسماء الله تعالى وصفاته أوبالأعمال الصالحة أو بطلب الدعاء من العبد الصالح، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 16690،
وعلى هذا، فإن الدعاء المذكورغير جائز شرعا، لاشتماله على التوسل بأسماء مجهولة المعنى، وعلى التوسل الذي يعتبر بدعة ووسيلة للشرك، ولكنها ليست شركا، ففي مجموع الفتاوى للشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى: التوسل بجاه فلان أو ببركة فلان أو بحق فلان بدعة وليست من الشرك, فإذا قال: اللهم إني أسألك بجاه أنبيائك أو بجاه وليك فلان أو بعبدك فلان أو بحق فلان أو بركة فلان فذلك لا يجوز وهو من البدع ومن وسائل الشرك، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة فيكون بدعة, والله سبحانه وتعالى يقول: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ـ ولم يقل ببركة فلان أو جاه فلان, وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ـ فالتوسل يكون بأسماء الله وبصفاته وبتوحيده، كما جاء في الحديث الصحيح: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ـ ويكون أيضا بالأعمال الصالحة, كسؤال أهل الغار لما انطبقت عليهم الصخرة ولم يستطيعوا الخروج, سألوا ربهم, أحدهم: سأل ببر الوالدين, والثاني: سأل بعفته عن الزنا, والثالث: سأل بأدائه الأمانة, ففرج الله عنهم, فدل ذلك على أن التوسل بالأعمال الصالحة كأن يقول: اللهم إني أسألك بصحبتي لنبيك صلى الله عليه وسلم, أو باتباعي شرعك, أو بعفتي عما حرمت علي, أو نحو ذلك, توسل شرعي وصحيح. انتهى.
والله أعلم.