الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى عليك أن حق الأم عظيم وبرها من أوجب الواجبات، ومهما كان حالها فلها الحق في البر والمصاحبة بالمعروف، فاحذري من الإساءة إليها أو التقصير في حقها واجتهدي في الإحسان إليها فإنه من أعظم أسباب الفلاح، وما تجدينه في نفسك تجاه أمك إن كان لا يؤثر على برك بها وقيامك بحقها فلا يضرك ـ إن شاء الله ـ لكن ينبغي ألا تستسلمي لهذه المشاعر وأن تنظري إلى الجوانب الطيبة في سلوكها، وما جعل الله لها من الحق لما لاقته في الحمل والوضع والتربية في الصغر، وما كان منها من تقصير أو جفاء فلتقابليه بالعفو فإنه من أحب الأعمال إلى الله، فكيف إذا كان مع الأم التي هي أرحم الناس بولدها وأعظمهم عليه حقا؟
وننبهك إلى أن ما يعرف بالشبكة إن كان جزءا من المهر ـ كما هو الغالب في بعض البلاد ـ وكان ابن خالتك قد فسخ خطبتك قبل أن يعقد عليك فهي حقه، ولا حق لك ولا لأمك في شيء منها، والواجب عليك أن تبيني ذلك لأمك، وأن عليها رد هذه الشبكة للخاطب وإلا كانت آكلة لماله بالباطل، وانظري الفتوى رقم: 145839.
أما إن كنت تستحقين هذه الشبكة كما لو كان طلقك بعد العقد وكانت نصف المهر أو وهبها لك ابن خالتك بطيب نفس فهي حق لك ولا حق لأمك فيها، فإن الأم إذا لم تكن محتاجة فلا حق لها في شيء من مال ولدها بغير رضاه. وانظري الفتوى رقم: 13346.
والله أعلم.