التوبة النصوح تجب ما قبلها

5-2-2012 | إسلام ويب

السؤال:
أرجو منكم التفضل علي ومساعدتي في أمري الدنيوي هذا: تزوجت من رجل كانت تربطني به علاقه حب قبل عشرين عاما، ولكن هذه العلاقة تطورت إلى علاقة جنسية، وبعد فترة افترقنا لأسباب عدة، دارت السنون والتقينا مرة أخرى وتزوجنا، ولكن زوجي كان دائم الحديث عني لزوجته وعن مدى حبه لي، وللأسف أخبرها ببعض من تفاصيل علاقتنا الحميمة، وقبل فترة علمت زوجته أنه على اتصال بي ولم يرد أن يخبرها بزواجنا، وبدأت هي بإرسال الرسائل الإلكترونية لي وفيها من التهديد والشتائم ما تقشعر له نفسي عند قراءتها، مع العلم أن زوجي لا يعلم ماذا تكتب، لأنني لا أستطيع إخباره بما كتبت من عبارات سيئة، ولكنني أخبره بأنها أرسلت كلاما غير لائق بامرأه تعرف الله ـ كما تدعي ـ فأنا والحمد لله قد تبت لله الواحد منذ زمن بعيد، ولا أدري إذا كان الله قد قبل توبتي أم لا؟ ولا أخفي عليكم قبل زواجي الآن كنت أنا وهو قد بدأنا نسترجع ذكريات الماضي، وجرنا ذلك إلى الذكريات الجنسية مع علمنا أننا نتجاوز بهذا التصرف عن أخلاق الإسلام، ولكنني الآن نادمة على كل ما فعلت حتى بعد زواجي، فماذا أفعل ليقبل الله توبتي وأن لا يفضحني أمام أهلي، فماهي الأدعية أو الصلاة الخاصة لكف يدها ولسانها عني؟ والله والله إن الندم يكاد يقتلني على فعلي في الماضي والحاضر، وأنا الآن لا يأتي وقت صلاة إلا وأقمتها في وقتها ودائمة الاستغفار والتسبيح وأقوم الليل ولا أنقطع عن قراءة القرآن والحمد لله، ولا ينقطع لساني عن الدعاء لله سبحانه وتعالى بطلب المغفره والستر، ومن شدة خوفي من زوجته والله تمنيت الموت، وقد فكرت في الانتحار للخلاص مما أنا فيه ولكني خفت من غضب الله، أفيدوني بالله عليكم هل يفضحني الله بعد أن طلبت ستره؟ وكيف أكف يد ولسان زوجته عني؟ ولكم مني جزيل الشكر طالبة من الله عز وجل أن يغفر لي مافعلت ويهديني إلى طريق الخلاص.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلعل من المناسب أن ننبه أولا إلى أن ما حدث لك مع هذا الرجل خير دليل على خطورة إقامة علاقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه خارج نطاق الزواج الصحيح، والعواقب السيئة لمثل هذا الفعل، وراجعي الفتوى رقم: 30003.

وأما بالنسبة للتوبة فرحمة الله واسعة، ومن تاب توبة نصوحا تاب الله عليه، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 77455.

ومن علامات قبول التوبة حسن الحال بعدها، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 121330.

وعليك بالاستمرار في المحافظة على الفرائض والذكر والاستغفار، ودعاء الله عز وجل أن يسترك، وأن يرد عنك كيد من يريدك بسوء، ومن الأدعية التي يمكن أن تستعيني بها عليها ما ضمناه الفتوى رقم: 157439.

ولو قدر أن فضحت أمرك فيمكنك أن تستخدمي التورية في الكلام فتنفي حدوث شيء من تلك العلاقة تعنين بذلك بعد توبتك منها، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما بينا بالفتوى رقم: 93348.

وأما الانتحار: فإنه ذنب عظيم، وقد ورد بشأنه بعض النصوص الشرعية مبينة الوعيد الشديد المترتب عليه، هذا بالإضافة إلى أنه ليس بعلاج، وإنما سبب في خسران الدنيا والآخرة، وقد أحسنت بإعراضك عنه خوفا من غضب الله تعالى، وراجعي الفتوى رقم: 10397.

والله أعلم.

www.islamweb.net