الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن ييسر أمرك ويرزقك زوجا صالحا تقر به عينك، ونوصيك بكثرة الدعاء، فإنه من خير ما يحقق به المرء سؤله، فقد أمر الله بالدعاء ووعد بالإجابة حيث قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، ولمعرفة آداب الدعاء وشروطه راجعي الفتوى رقم 119608.
وإذا تقدم أحد لخطبتك فلا يلزمك شرعا إخباره بحال أبيك، ولست مؤاخذة بجريرة أبيك ومعصيته، فمن المقرر شرعا أن الإنسان محاسب على عمله، ولا يؤاخذ بعمل غيره، قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}، وقال: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، ولكن نوصيك بمواصلة السعي في إصلاح أبيك، واستعيني عليه بالدعاء أولا ثم ببعض الفضلاء والصالحين عسى الله أن يجعلك سببا في هدايته، وفي هذا من خير الدنيا والآخرة ما فيه، ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه حين بعثه إلى خيبر: فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.
وأما انصراف الخاطب المذكور عنك فلا تأسفي عليه ولا تدخلي على نفسك الحسرات بسببه، فالله عز وجل هو الأعلم بعواقب الأمور، فقد يكون قد صرف عنك سوء بعدم تمام هذه الخطبة، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وقال أيضا: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
والله أعلم.