الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مجرد الوعد ليس يمينا، لكن يجب الوفاء بالوعد بترك المعصية لأنه واجب أصلا، وقد أكد ذلك بالوعد مع الله تعالى، وعدم الوفاء بالوعد أيا كان يعد من علامات النفاق, وعلى السائل التوبة من ذلك الذنب، ولا كفارة عليه كما سبق بيانه في الفتوى رقم :149819 ، ثم إن من المعلوم أن الزنا من أعظم الفواحش وكبائرالذنوب ، وأن مجرد إقامة العلاقات المحرمة معصية أيضا، وأنها من أنواع الزنا، وإن لم تكن زنا يوجب الحد لما يترتب عليها من الحديث أو النظر إلى ما لا يحل، وذلك لأن للزنا معنى عاماً، وهو: ارتكاب ما حرم الله تعالى من حديث أو نظر أو مس أو غير ذلك، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، العينان: زناهما النظر، والأذنان: زناهما الاستماع، واللسان: زناه الكلام، واليد: زناها البطش، والرجل: زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه.
وله معنى خاص وهو الزنا الذي يوجب الحد ، لذلك يجب على السائل اجتناب الزنا وما يجر إليه، وإن لم يكن قد وعد الله على ترك ذلك ، لأنه محرم أصلا كما يجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى من تلك العلاقة المحرمة فورا بالإقلاع عنها والندم عليها والعزم على عدم العود لها.
والله أعلم.