الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يقرره العلماء أن مريم ـ عليها السلام ـ لم تتزوج قط، لا قبل ميلاد عيسى عليه السلام ولا بعده، قال شيخ الإسلام رحمه الله: والنصارى الجهال يزعمون أن مريم تزوجت بيوسف النجار، وأنها ولدت المسيح، فيكون في هذا حجة للفلاسفة واليهود على أنه ابن يوسف، سواء كان لرِشده أو لغيه، وهذا باطل، فإن مريم بتول لم تتزوج قط. انتهى.
فأما عدم تزوجها قبل أن تحمل بعيسى عليه السلام فمقطوع به، وبه جاء القرآن، كما قال تعالى: قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا {مريم:20}.
وأما بعد ميلاد عيسى ـ عليه السلام ـ فليس في نصوص الوحي ما يتعين المصير إليه من أنها لم تتزوج بحيث يكون المكذب بهذا النص كافرا، والأحسن هو أن نقف حيث أوقفنا الله تعالى، وألا نخوض فيما لا علم لنا به، وألا نثبت أو ننفي إلا ببرهان. وتنظر الفتوى رقم: 36902.
والله أعلم.