لا بد من الدعاء بجانب الأخذ بالأسباب للوصول إلى المطلوب

9-2-2012 | إسلام ويب

السؤال:
كيف يحصل للإنسان الخشوع في الصلاة والقرآن وقراءة الأذكار. منذ التوبة وأنا لا أخشع، وبذلت كل الأسباب الممكنة ولكن لم يحصل لي ذلك، ولا أحس بلذة في قلبي، بحث في الوسائل فعلت ولازلت أجاهد نفسي، ذهبت للحج مرتين، وذهبت للعمرة كثيراً، وأذهب لمجالس الذكر ومتواصل في حلقة تحفيظ القرآن، والحمد لله وُفقت للمأذنة في أحد المساجد قريب من البيت، وأصلي من الليل ثلاث ركعات وأصلي الضحى وأتصدق والحمد لله، وأتعلم العلم الشرعي، وما سمعت بعمل خير إلا فعلت منه ما أستطيع من ذلك، وأيضا أنهى عن المنكر وآمر بالمعروف، وأجتهد في الدعاء، وفي أوقات الإجابة، وأحياناً أبكي ندماً على مافعلت من الذنوب، ولكن لا أشعر بقبول. ما العمل أحيانا أقول يمكن توبتي لم تقبل، إن الرحمة بعيدة عني ويأتيني كثير من الهموم والضيق. أفيدوني في ذلك جزاكم الله خيرا؟
والأمر الآخر أن عندي وسواسا قهريا في ذات الله، والرسول، والقرآن وكل شيء يضايقني كثيرا، ولا يذهب عني ويأتيني أيضا في الناس، ووالدي، ويأتيني هذه الوساوس التي في ذات الله والرسول والقرآن، عند ذهابي لقضاء الحاجة عند البول أو الغائط تضايقني. هل أحاسب عليها وهذا إذا أرت أن أنام مثلا بعد الفجر وقبل ذهابي للعمل وعند شرائي، أو إذا أنوي مثلا الذهاب للحلقة في هذه اليوم أو مجلس ذكر تأتيني هذه الوساوس إذا ماذهبت كذا، أو إذا ذهبت كذا لا أريد النطق بها ولكنها في ذات الله، وأقرأ أن الإنسان لا يحاسب إذا لم يتكلم أو يفعل. هل أحاسب على فعلي، علماً أنه خارج عن الإرادة ولابد أن يحصل للإنسان مثلها مثل قضاء الحاجة أو النوم وغيرها حتى إذا أردت أن أدعو مثلا وأنا جالس أو واقف تأتيني، وتأتيني أي وساوس الكفر والنفاق مثلا إذا تحدثت مع نفسي بفعل أمر يأتيني هذا الشيء الغريب أنت تكذب على الله، أنت منافق ومخادع ويقع في نفسي هذا الأمر أو إذا لم أفعله. هل هذا من الشيطان أم ماذا؟ أفتوني ووجهوني جزاكم الله خيرا .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فأما ما يعرض لك من الوساوس فأعرض عنها ولا تلتفت إليها، واعلم أنها لا تضرك بإذن الله، بل إنك تؤجر على مدافعتها ومحاولة التخلص منها، وكراهتك لها ونفورك منها هو دليل على صدق إيمانك، وراجع للفائدة الفتوى رقم 147101 وما أحيل عليه فيها.

وأما الخشوع فاستعن على تحصيله بدعاء الله تعالى واللجأ إليه فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، واستمر في ما أنت عليه من فعل الخير، وتزود من ذلك ما أمكن، واحرص على تدبر القرآن وفهم معانيه وإحضار القلب عند تلاوته كأنك تسمعه من منزله تبارك وتعالى، وأكثر الفكر في أسماء الرب تعالى وصفاته فإن هذا من أعظم ما ترق به القلوب، وأحسن ظنك بربك فإنه تعالى عند ظن عبده به، واعلم أنه تعالى شكور يقبل اليسير من العمل ويثيب عليه ويغفر الكثير من الزلل ولا يعاقب عليه، فشعورك بعدم القبول وبأن توبتك لم تقبل وبأن الرحمة بعيدة عنك هو من وسوسة الشيطان الذي يريد أن يحول بينك وبين إحسان الظن بالله تعالى، نسأل الله أن يلهمك رشدك ويوفقك لأرشد أمرك.

والله أعلم.

www.islamweb.net