الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ما يعرض لك من الوساوس فأعرض عنها ولا تلتفت إليها، واعلم أنها لا تضرك بإذن الله، بل إنك تؤجر على مدافعتها ومحاولة التخلص منها، وكراهتك لها ونفورك منها هو دليل على صدق إيمانك، وراجع للفائدة الفتوى رقم 147101 وما أحيل عليه فيها.
وأما الخشوع فاستعن على تحصيله بدعاء الله تعالى واللجأ إليه فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، واستمر في ما أنت عليه من فعل الخير، وتزود من ذلك ما أمكن، واحرص على تدبر القرآن وفهم معانيه وإحضار القلب عند تلاوته كأنك تسمعه من منزله تبارك وتعالى، وأكثر الفكر في أسماء الرب تعالى وصفاته فإن هذا من أعظم ما ترق به القلوب، وأحسن ظنك بربك فإنه تعالى عند ظن عبده به، واعلم أنه تعالى شكور يقبل اليسير من العمل ويثيب عليه ويغفر الكثير من الزلل ولا يعاقب عليه، فشعورك بعدم القبول وبأن توبتك لم تقبل وبأن الرحمة بعيدة عنك هو من وسوسة الشيطان الذي يريد أن يحول بينك وبين إحسان الظن بالله تعالى، نسأل الله أن يلهمك رشدك ويوفقك لأرشد أمرك.
والله أعلم.