الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنه يشرع الدعاء لإخواننا المستضعفين في سوريا أو في أي بلد من العالم، ولا حرج في حث المسلمين عبر المنتديات والمواقع الألكترونية على الدعاء لهم، لأن هذا من الحث على الخير وما هو مشروع, وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا بنجاة المظلومين ودعا على ظالمهم، كما في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَقُول: اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ. اهـ.
قال بدر الدين العيني في شرح البخاري: وفيه الدعاء على الظالم بالهلاك والدعاء للمؤمنين بالنجاة. اهـ.
وإننا أولا نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربة إخواننا في سوريا وأن يرحم موتاهم, ثم إننا نحث إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على الدعاء لهم، فإن هذا من حقهم علينا، قال الشيخ ابن عثيمين عن نصرة بعض المسلمين المستضعفين في بعض البلاد: إننا ـ أيها الإخوة ـ ملزمون بأن نعين إخواننا هؤلاء الذين نزلت بهم هذه المأساة، ولو بالدعاء .. بدعاء الله تعالى في آخر الليل، في السجود، في الفرائض والنوافل، في كل وقت ترجى فيه الإجابة، والله سبحانه وتعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وقد تتأخر الإجابة ليزداد اضطرار العباد إلى الله عز وجل، فنسأل الله تعالى في هذا المكان الطيب، أن ينصر إخواننا المسلمين .. إلخ. اهـ.
وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 156045، 117247، 165927, وكلها عما يشرع للمسلم فعله نصرة لإخوانه المظلومين.
والله أعلم.