الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطهر يعرف بنزول القصة البيضاء أو بالجفوف، كما بيناه في الفتوى رقم: 41138.
فإذا كنت تعنين بالإفرازات تلك القصة وتيقنت من الطهر برؤية علامته المعتادة عندك، فإن الكدرة التي رأيتها بعدُ إذا كان نزولها بعد انقضاء أيام العادة فإنها ليست من الحيض على القول المفتى به عندنا، لقول أُمِّ عَطِيَّةَ ـ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا: كُنَّا لَا نَعُدُّ اَلْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ اَلطُّهْرِ شَيْئًا. رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ, وَأَبُو دَاوُدَ وَاللَّفْظُ لَه.
وصلاتك وطوافك صحيحان ما دامت الكدرة نزلت بعدهما كما فهمناه من السؤال، وأما إذا لم تكوني قد رأيت القصة البيضاء ولا الجفوف، أو كان نزول الكدرة قد حصل في أيام العادة، فإنها تعتبر من الحيض، وانظري الفتويين رقم: 117502، ورقم: 134502.
والله أعلم.