الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
هذه الآية من سورة الضحى خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الطبري: يقول تعالى ذكره: ولسوف يعطيك يا محمد ربك في الآخرة من فواضل نعمه، حتى ترضى.
وقال بعض أهل التفسير: من رضا محمد صلى الله عليه وسلم ألا يدخل أحد من أمته النار.
وإذا كان الخطاب في هذه الآية خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد وردت نصوص أخرى في القرآن والسنة تدل على أن كل من يدخل الجنة يرضى الله عنه ويرضى عن الله تعالى، ويجد فيها من النعيم المقيم الأبدي ما تشتهيه نفسه وتلذ عينه وفوق ما يتصوره عقله أو يخطر بباله، فقد قال الله تعالى عنهم: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ {البينة:8}.
وقال تعالى: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة:17}.
وقال تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:71}.
والله أعلم.