الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر - والله أعلم - أنه برجوعه للإسلام يغفر له كل ذنب عمله بما في ذلك استهزاؤه بالصلاة، ولا تلزمه توبة خاصة بالاستهزاء؛ لقول الله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ {الأنفال:38}، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام يهدم ما كان قبله. رواه مسلم.
قال المناوي في شرحه على الجامع الصغير: ( أن الإسلام يهدم ما كان قبله ) من الكفر والمعاصي أي يسقطه ويمحو أثره. اهـ.
وننبه إلى وجوب حذر المسلمين من الوقوع فيما يقتضي الردة، فقد يؤدي ذلك إلى غضب الله تعالى على المرتد وسخطه عليه فيقبضه على الكفر ولا يمكنه من التوبة فتكون الحسرة والندامة يوم القيامة، قال تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ {الزمر:56}.
والله أعلم.