الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر ـ والله أعلم ـ أن زوجتك كانت مريضة مرضا نفسيا أو كان بها مس أو سحر، وما دامت قد تعافت من ذلك بفضل الله وأراد أهلها إرجاعها لك، فالأولى أن ترجعها وتعاشرها بالمعروف وتصفح عن ما كان منها أو من أهلها, أما إن كنت لا تريدها فعليك أن تطلقها بالمعروف، ولا يجوز لك أن تذرها كالمعلقة، قال تعالى: فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ { النساء: 129}.
وإذا تنازعتم على حقوقها عند الطلاق فمحل ذلك القضاء الشرعي، لكن ننبه إلى أن الطلاق ليس بالأمر الهين، فلا ينبغي أن يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق ولا سيما حال وجود أولاد، وننبهك إلى أن فعل ما يعرف بالعادة السرية لا يجوز، فهي عادة خبيثة محرّمة وتحريمها على المتزوج أشد، وقد سبق بيان تحريمها وكيفية التخلص منها في الفتويين رقم: 5524، ورقم: 7170.
والله أعلم.