الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكرت من أن زوجتك تستطيل عليك بلسانها وترفع صوتها عليك فهي امرأة ناشز، إلا أن هذا القدر من النشوز لا يكفي بمجرده مسوغا لإسقاط حق هذه الزوجة في المبيت كما أوضح ذلك الفقهاء، وكلامهم في هذا مبين بالفتوى رقم :146061.
وقد بين الله تعالى في كتابه كيفية علاج المرأة الناشز، وقد أوضحناه بالفتويين رقم: 1103، ورقم: 36384.
وغاية الهجر عند العلماء شهر، كما بينا بالفتوى رقم: 26794.
فلا يجوز لك هجرها مدة طويلة، كما أن هجر الزوجة يكون في المضجع، وكيفيته مبينة بالفتوى رقم: 103280
وعلى كل حال، لا ينبغي لك أن تترك الأمر معلقا، فإذا لم ترجع هذه المرأة عن نشوزها فطلقها، وطلاق المرأة سيئة الخلق مستحب، أخرج الحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يدعون الله، فلا يستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجلٍ مال فلم يشهد عليه، ورجل أعطى سفيهاً ماله، وقد قال عزّ وجل: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ. {النساء:5}.
قال المناوي في فيض القدير تعليقا على هذا الحديث: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق بالضم فلم يطلقها، فإذا دعا عليها لا يستجيب له، لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها، وهو في سعة من فراقها. اهـ.
والله أعلم.