الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت لا تستطيعين أداء العمل على الوجه المطلوب منك حقا فلا يجوز لك البقاء فيه، ما لم تطلعي جهة العمل على جوانب النقص، فإن أذنت لك بعد ذلك ورضيت بما أنت عليه فلا حرج عليك في الراتب، وأما إذا لم تأذن لك في البقاء لعجزك عنه. فلا يجوز لك البقاء بالتحايل والخداع، ولا يباح لك الراتب إذا لم تؤد العمل المتفق عليه والذي بسببه تستحقين الراتب، ولايجزئك التصدق ببعضه لأنك لاتستحقينه، ولا طاعة لوالديك في البقاء في العمل على هذا النحو فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، في الصحيحين قوله: إنما الطاعة في المعروف.
ولهذا فسر العلماء قول الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [العنكبوت:8].
وما جاء في معناه من الآيات، بأنه لا طاعة للوالدين في معصية الله، دون فرق بين الشرك وغيره.
قال البيضاوي في تفسير الآية المتقدمة: وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فلا تطعهما: عبر عن نفيها بنفي العلم إشعاراً بأن ما لا يعلم صحته لا يجوز اتباعه، وإن لم يعلم بطلانه فضلاً عما علم بطلانه، فلا تطعهما في ذلك، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وخلاصة القول أن الأمر ينبني على ما ستقرره جهة المدرسة بعد إعلامها بالأمر، فإن رأت أنك أهلا للمهمة رغم ما تذكرينه من نقص وعجز فلا حرج عليك في البقاء وهو أولى لموافقته لرضى والديك.
والله أعلم.