الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المدين مليا غير معسر فلا حرج في مطالبته بسداد الدين، أما إن كان معسرا فيجب إنظاره، لقوله تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ {البقرة:280}.
وإن كنت لا تعرفين أنه معسر وطالبته بسداد الدين فاستلف من شخص آخر ليقضيك فلا حرج في ذلك، وإنظار المعسر والتجاوز عنه من أسباب عفو الله عن العبد والتجاوز عنه يوم القيامة، وصاحبه ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ففي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، قال: فلقي الله فتجاوز عنه.
وقال صلى الله عليه وسلم: من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: من أنظر معسرا كان له كل يوم صدقة، ومن أنظره بعد حله كان له مثله في كل يوم صدقة. رواه أحمد وغيره.
هذا، وننبه إلى أن الشاب إن كان أجنبيا عنك فلا تجوز أن تكون بينك وبينه علاقة إلا في حدود الشرع، وراجعي للفائدة الفتويين التاليتين: 165167، 121549.
والله أعلم.