الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تعمدت الفطر في رمضان بعد بلوغك فقد ارتكبت إثما عظيما وجرما جسيما هو من كبائر الذنوب، وانظري الفتوى رقم: 111650.
وعليك أن تتوبي إلى الله توبة نصوحا وأن تقضي جميع ما أفطرته من الأيام، فإن لم تعلمي عددها بيقين فاعملي بالتحري واقضي ما يحصل لك معه اليقين أو غلبة الظن ببراءة ذمتك، ويجب عليك المبادرة بقضاء ما تعمدت فطره من الأيام، قال في أسنى المطالب: من تعدى بالفطر يلزمه القضاء على الفور على الأصح. انتهى.
إلا أن تتضرري فلك أن تؤخري القضاء بحيث لا يحصل لك ضرر، هذا كله إن كنت تعمدت الفطر.
وأما إن كان قصدك بكونك لم تصومي كما يجب أنك ارتكبت ما يفطر جاهلة بالحكم فلا قضاء عليك في هذه الحال عند كثير من أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 127842.
وأما الفدية: فيجب عليك أن تطعمي عن كل يوم أخرت قضاءه إلى ما بعد رمضان مسكينا، إلا أن تكوني جاهلة بحرمة التأخير فلا يلزمك شيء، وانظري الفتوى رقم: 123312.
وإن عجزت عن إخراج الفدية فهي باقية في ذمتك حتى تحصل لك القدرة، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
والله أعلم.