الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فإذا كنت تعاني من سلس الريح فإنك معذور في التخلف عن المسجد؛ لأن إخراج الريح في المسجد يؤذي المصلين، والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم , وقد سبق أن ذكرنا جملة من أقوال الفقهاء عن عذر صاحب سلس الريح في التخلف عن المسجد في الفتوى رقم: 112689.
وإن لم تكن مصابا بسلس الريح فاجتهد في أداء الفريضة في المسجد لأنها واجبة في قول كثير من أهل العلم, وإن صليت في بيتك، ثم ذهبت للصلاة ثانية في المسجد فنرجو أن لا حرج عليك إذا لم تتخذ ذلك عادة راتبة , وتكون صلاتك الثانية نافلة, وقد ذهب الجمهور إلى جواز إعادة الفريضة لمن صلى وحده ثم جاء إلى المسجد وتكون الثانية نافلة.
قال ابن عبد البر في التمهيد: وفي هذا الحديث أيضا أن من صلى في بيته ثم دخل المسجد فأقيمت عليه تلك الصلاة أنه يصليها معهم ولا يخرج حتى يصلي وإن كان قد صلى في جماعة أهله أو غيرهم .... وهذا موضع اختلف العلماء فيه فقال جمهور الفقهاء إنما هذا لمن صلى وحده ... " اهـ. وإنما قلنا إذا لم تتخذ ذلك عادة راتبة مراعاة للخبر الصحيح: لا تعاد الصلاة في يوم مرتين. رواه أبو داود وغيره. وانظر الفتوى رقم: 165179. عن عمن أعاد الفريضة في المسجد بعد أدائها في البيت .
ولا يجوز لك عند انتقاض الوضوء أن تتمادى في الصلاة، وليكن حياؤك من الله أشد من حيائك من الناس، فاستح من الله تعالى أن تركع وتسجد بين يديه وأنت على غير طهارة، ويمكن أن تخرج ممسكا أنفك كالراعف للستر على نفسك، وانظر الفتوى رقم: 17222. عن حكم التمادي في الصلاة لمن أحدث.
والله تعالى أعلم.