الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعزم على الكفر يعد كفرا لأنه مناف للإيمان، والعزم المراد به النية الجازمة أنه يكفر غدا مثلا، وأما مجرد الخواطر مثل الذي يعرض لك فلا يؤثر في صحة الإيمان، فهذا من حديث النفس المعفو عنه، فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس ولا تعيريها اهتماما لئلا تفتحي على نفسك بابا عظيما من أبواب الشر، واعلمي أنك على الإيمان والحمد لله وأن نيتك جازمة بالبقاء عليه حتى الموت.
جاء في الموسوعة الفقهية: أَمَّا إِذَا خَطَرَ فِي بَالِهِ الْكُفْرُ، أَوْ جَرَى فِي قَلْبِهِ دُونَ أَنْ يَصِل إِلَى مَرْحَلَةِ الْعَزْمِ، فَلاَ يَكْفُرُ؛ لأِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْوَسْوَسَةِ. قَال الشِّرْبِينِيُّ الْخَطِيبُ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ: فَإِنْ لَمْ يُنَاقِضْ جَزْمَ النِّيَّةِ بِالإْسْلاَمِ كَالَّذِي يَجْرِي فِي الْكِنِّ (أَيْ فِي الْخَاطِرِ) فَهُوَ مِمَّا يُبْتَلَى بِهِ الْمُوَسْوَسُ، وَلاَ اعْتِبَارَ بِهِ كَمَا قَالَهُ الإْمَامُ. انتهى.
ولا شك في أن هذا الذي تذكرينه من هذا الجنس الذي لا يضر ولا يؤثر في صحة الإيمان.
والله أعلم.