الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد خص الله أهل الكتاب من دون بقية أنواع المشركين بحل نكاح نسائهم وأكل ذبائحهم، فقال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ [المائدة: 5] والمراد من طعامهم ذبائحهم، إذ لو لم يكن المراد ذلك لم يكن للتخصيص بأهل الكتاب معنى، لأن غير الذبائح من أطعمة سائر الكفرة مأكول، ولو فرض أن الطعام غير مختص بالذبائح فهو اسم لما يتطعم، والذبائح مما يتطعم، فيدخل تحت اسم الطعام فيحل لنا أكلها. والمقصود بالكتابي في باب الذبائح اليهودي والنصراني، كما جاء في (الموسوعة الفقهية).
وقد سبق لنا في الفتوى رقم: 2354 بيان حقيقة الدروز وأنهم فرقة باطنية كافرة، لا تجوز الصلاة على موتاهم ولا أكل ذبائحهم.
وأما ما ذكره الأخ السائل من أن الذين يعيش معهم من الدروز لا يؤلهون الحاكم، وإنما يعتقدون (أن الله تجلى في صورته من أجل هداية الناس !!!) فلو افترضنا صحته فلن يغير من الحكم شيئا، فإن هذا الاعتقاد كاف في حصول الكفر والخروج من الإسلام والإيمان. فلا تحل ذبائحهم ولو ذكروا اسم الله تعالى عليها، شأنهم شأن سائر أنواع المشركين عدا أهل الكتاب.
وإذا كثر في بلدكم من يتولى الذبح من غير المسلمين ومن غير أهل الكتاب، فيجب حينئذ الاحتياط بعدم أكلها استبراءً للدين. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 135432.
والله أعلم.