الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن حق الأم على ولدها عظيم وبرها من أوجب الواجبات وأفضل القربات، لكن إن كانت أمك تتدخل في شؤون زوجتك وتضارها في بيتها على الوجه المذكور فلا حق لها في ذلك، فينبغي أن تنصح أمك في ذلك برفق وأدب، وإن كنت تخشى غضبها أو عدم قبولها نصحك فيمكنك أن توسط خالك أو غيره من الأقارب الصالحين ذوي الوجاهة عند أمك حتى تقبل نصحهم، ولا حرج على زوجتك في ذكر ما يحصل من أمك لمن سيصلح بينهما، وليس ذلك من الغيبة المحرمة، وانظر الفتوى رقم : 6710.
وينبغي أن تحرص على إصلاح العلاقة بين أمك وزوجتك وتجتنب ما يعكر صفوها و ذلك يتطلب الحكمة والمداراة، ويجوز في مثل هذه الأحوال أن تنقل إلى كل منهما عن الآخر كلاما يجلب المودة ويذهب الشحناء –وإن لم يكن واقعا- وليس ذلك من الكذب المذموم ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم.
وذكّر زوجتك بأن من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها ، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم ، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه.
وعلى كل حال فعليك بر أمك والإحسان إليها كما أن عليك معاشرة زوجتك بالمعروف، ولا يجوز لك أن تعرضها لضرر من جهة أمك أو غيرها ، فأعط كل ذي حق حقه فلا تبر أمك بظلم زوجتك ولا تحسن إلى زوجتك بعقوق أمك، ومن استعان بالله وتوكل عليه كفاه ما أهمه ويسرله أمره .
وللفائدة راجع الفتوى رقم : 66448
والله أعلم.