الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا المال الباقي للمستشفى من إيجار الغرفة والطبيب يترتب في ذمتك، لأنك أنت المباشر للعقد مع المستشفى، لكن لو كانت الأم قد تركت مالا فلك الرجوع بذلك على التركة إن لم تكن متبرعا به عنها بناء على أن التداوي في مثل هذه الحالة واجب، فإذا أديت عنها نفقة وكانت غنية فلا مانع من الرجوع بما أنفقت في مالها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: مذهب مالك وأحمد بن حنبل المشهور عنه وغيرهما أن كل من أدى عن غيره واجباً فله أن يرجع به عليه إذا لم يكن متبرعاً بذلك وإن أداه بغير إذنه مثل من قضى دين غيره بغير إذنه سواء كان قد ضمنه بغير إذنه وأداه بغير إذنه أو أداه عنه بلا ضمان. انتهى.
وإذا لم تكن الأم قد تركت مالا يسدد منه ذلك الدين وأنت لا تملك ما تسدده منه فتبقى أنت المطالب به ما لم يبرئك المستشفى منه، وأما دفعه لصندوق المسجد: فلا وجه له، لأن صاحبه ـ المستشفى ـ موجودا ويطالبك به، وللفائدة انظر الفتويين: 79524، 41640.
والله أعلم.