الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صح ما ذكرت عن أختك من إتيان الفواحش فإنها قد أتت منكرا عظيما وإثما مبينا، فالزنا كبيرة من كبائر الذنوب وسبب لسخط علام الغيوب، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة ببيان قبحه والتشنيع على فاعله وبيان عظيم عواقبه في الدنيا والآخرة، وراجع الفتوى رقم: 1602.
ونشكرك على غيرتك على عرضك، وحرصك على صيانة أختك من الوقوع في الفاحشة، وهي علامة على كمال الرجولة والشهامة، وسمة من سمات أهل الإيمان، فجزاك الله خيرا، وقد سبق لنا ذكر بعض التوجيهات النافعة التي ينبغي أن تتبع في حق مثلها، فراجعها بالفتوى رقم: 118737.
ومن الغريب ما ذكرت عن والدتك من حمايتها لها ومحاولة تبرير أمر خروجها، فإذا كان هذا حقا فقد جنت هذه الأم على نفسها وعلى ابنتها وعلى العائلة، فينبغي أن تنصح بالحكمة والموعظة الحسنة ويبين لها خطورة الأمر وضرورة الأخذ بيد هذه الفتاة من أوحال الرذيلة وحملها إلى حياض الفضيلة، وإذا كان أبوك حيا فهو وليها والمسئول عنها فيجب عليه الحزم معها والأخذ على يديها، فلا يترك لها الحبل على الغارب, فهو مسئول عنها أمام الله يوم القيامة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}.
وثبت في الصحيحين عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته.
وإذا ثبت ما ذكرت من أنها تسببت في التفريق بين أمك وأبيك فذلك عقوق منها لهما يضاف إلى سوء سلوكها، وكل ذلك يستوجب عليها التوبة النصوح.
والله أعلم.