الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت الجدة بإعانة حفيدتها على التواصل مع الخاطب والخروج معه حتى تزوجها سرا بلا ولي، وعلى فرض أن والد الفتاة كان عاضلا لها ـ والعضل هو منعها من الزواج بالكفء ـ فقد كان لها أن ترفع الأمر للقضاء ليزوجها أو يأمر وليها بتزويجها، لا أن تهرب الفتاة من البيت وتلتقي بالخاطب وتتزوجه زواجا باطلا، ثم أتبعت الجدة ذلك بقطع بنتها وتلك معصية أخرى، فإن قطع الرحم من الكبائر، فالواجب على الحفيدة والجدة التوبة إلى الله، وعلى البنت أن تبر أمها، فإن حق الأم عظيم حتى ولو أساءت أو ظلمت بنتها، كما أن على الأحفاد أن يصلوا جدتهم ولا يجوز لهم أن يقطعوها ولو أمرهم أبوهم بقطعها فإن طاعة الوالدين لا تكون في معصية الله، لكن عليهم أن يجمعوا بين بر أبيهم وصلة جدتهم فيمكنهم أن يصلوها دون علم أبيهم وينبغي أن يتدخل بعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم ليصلحوا بين الجميع، فإن إصلاح ذات البين من أحب الأعمال إلى الله.
والله أعلم.