الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله المولى العلي القديرأن ييسر أمرك وأن يذهب عنك الهم والغم ويصلح لك زوجك ويسعدك به ويسعده بك إنه سبحانه سميع مجيب. والدعاء من أهم ما نرشدك إليه فعليك بالإكثار منه مع اليقين وحسن الرجاء، فالله تعالى عند ظن عبده به، وراجعي الفتوى رقم: 119608 ، ففيها بيان آداب الدعاء وأسباب إجابته.
والزوج مطالب شرعا بأن يحسن عشرة زوجته، وفي رسول الله أسوة حسنة للأزواج فقد كان يسابق عائشة، ويشرب من مكان شربها، ويأمرها أن تتزر وهي حائض فيباشرها، ويقبلها إذا خرج إلى غير ذلك مما هو مبثوث في سيرته الندية وشمائله الكريمة، وقد فصلنا القول في حقوق الزوجية في الفتوى رقم: 13748 ، فنرجو مراجعتها. وذكر العلماء في السمر المباح سمر الرجل مع أهله. فجفاء الزوج وشدة طبعه مع زوجته واستفزازه أو إهانته لها يعتبر من سوء العشرة، والتفريط في حق الزوجة.
ولكن هذا كله لا يبرر لك إقامة علاقة مع الشاب المذكور ولا مع غيره، فلا شك في كون هذه العلاقة معصية عظيمة لله تعالى خاصة وأنك في عصمة زوج، فالإثم أشد. ومبادلته لك بكلمات الحب أو شعورك تجاهه بالمودة والمحبة إنما هو من تزيين الشيطان ليستدرجك إلى ما هو أعظم. فيجب عليك إنهاء هذه العلاقة فورا عسى الله أن يرضى عنك ويصلح لك أمرك. واحمدي الله تعالى أن أبقاك حتى تتمكني من التوبة فلا تلقي ربك وأنت مقيمة على هذه المعصية. وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450. وإذا صدقت الله تعالى وعزمت على إنهاء هذه العلاقة وفقك الله إلى ذلك، فاصدقي الله يصدقك، وراجعي الفتوى رقم: 9360 ، وهي عن علاج العشق.
ونوصيك بالحرص على ملء وقتك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، ومصاحبة النساء الصالحات ليكن عونا لك على الخير. وأما حفظ القرآن فهو قربة عظيمة، وينبغي لزوجك أن يسمح لك بالذهاب إلى مراكز التحفيظ، وإذا لم يفعل فهنالك بدائل أخرى من نحو برامج الحفظ من خلال الانترنت أو غيره. وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.