الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على السير في طريق الاستقامة والالتزام واجتناب طريق الذنوب والآثام، ثبتك الله على الحق وزادك صلاحا وتقى.
وأولى ما نرشدك إليه هو الدعاء لهؤلاء الأقارب بالهداية والصلاح، فهذا من أعظم الإحسان والصلة عسى الله أن يستجيب دعاءك لهم ويجعلك سببا لهدايتهم، قال تعالى:وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. وينبغي الحرص على دعوتهم إلى الخير والاجتهاد في محاولة التأثير عليهم قدر الإمكان إن أمنت تأثيرهم عليك.
وصلة الرحم واجبة ولها فضائلها العظيمة، ولكن إن خشيت فسادا بالصلة عن طريق الزيارة فلا حرج عليك في ترك زيارتهم والاكتفاء بصلتهم بوسائل الصلة الأخرى كالاتصال وتفقد الأحوال ونحو ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 7683 ، ففيها بيان اعتبار العرف في مسمى الصلة. ولا تجب عليك طاعة أمك في أمرها لك بزيارتهم، إذا ترتبت عليها معصية لأن طاعتها إنما تجب في المعروف، وليس من المعروف أن تطيع الأم ابنتها فيما فيه معصية . وراجعي الفتوى رقم: 76303.
وأما المناسبات المذكورة فإن اشتملت على منكرات من معازف محرمة ونحوها فلا يجوز ذهابك إليها، إلا إذا كان بإمكان الابتعاد عن مكان المنكر بحيث لا ترينه ولا تسمعينه فلك حينئذ الذهاب. وانظري الفتوى رقم: 102825.
وننبه إلى أنه ينبغي للمسلم أو المسلمة استشعار سعة رحمة الله وأنه إذا أذنب وتاب إلى الله توبة نصوحا فإن الله سيقبله ويغفر له ذنوبه، واليأس من رحمة الله خطأ وضلال. ورجعي الفتوى رقم: 24916.
والله أعلم.