الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن معنى قهر الرجال ـ كما قال شراح الحديث ـ غلبتهم وشدة تسلطهم بغير حق.. وقيل: الإضافة إلى الفاعل أو المفعول فكأنه إشارة إلى التعوذ من أن يكون مظلومًا أو ظالمًا، وفيه إيماء إلى العوذ من الجاه المفرط والذل المهين، وقيل غير ذلك... وفي بعض أدعيته صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو.. رواه الطبراني وغيره، وحسنه الألباني.
والمرأة مثل الرجل في ذلك تدعو بهذا الدعاء وغيره وتستعيذ بالله تعالى من كل شر ومكروه وتسأله من كل خير، فعن عائشة ـ رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها أن تقول: اللهم أسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك.. الحديث رواه أبو يعلى في مسنده وصححه حسين أسد.
والدعاء المذكور رواه أبو داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ؟ قَالَ هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَمًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ، قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّى دَيْنِي. وقال عنه الألباني: ضعيف.
والله أعلم.