الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا لم نجد من ذكر عن بعض الصحابة أنه كان يصلي العدد المذكور في اليوم أو يزيد عليه، ولكن ذلك لا يعني عدم حصول ذلك، فقد روي عن الكثير منهم الاجتهاد في العبادة، مثل أبي الدرداء وعبد الله ابن عمرو بن العاصي ـ رضي الله عنهم ـ وروي أن أمير المؤمنين عثمان ـ رضي الله عنه ـ كان يختم القرآن في ركعتين، وعن ابن عمر أنه كان لا ينام من الليل إلا قليلا بعد الرؤيا التي رآها، ثم قصها على حفصة فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً. متفق عليه.
وفي كتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا: عن السدي عن أبي أراكة قال: صليت مع علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ صلاة الفجر فلما سلم انفتل عن يمينه ثم مكث كأن عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قال وحائط المسجد أقصر مما هو الآن، قال ثم قلب يده وقال والله لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون صفرا غبرا بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا سجدا وقياما يتلون كتاب الله يراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا أصبحوا فذكر الله مادوا كما تميد الشجر في يوم ريح وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم والله لكأن القوم باتوا غافلين ثم نهض فما رئي يضحك حتى ضربه ابن ملجم عدو الله الفاسق.
هذه صفات أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتوى رقم: 158421.
والله أعلم.