الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لهؤلاء التحدث بالكلام البذيء، ولا يجوز لك أن تشاركهم في ذلك، ولو كانوا أقرب الناس إليك، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما جاء في الحديث الصحيح، بل إن الأقربين هم أولى الناس بالنصح، فعليك أن تحاول مناصحتهم بأسلوب طيب وتذكرهم بأن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء، وأن الفحش ليس من صفات المؤمنين، فإن لم ينتهوا فلا تجالسهم إلا مع الإنكار عليهم، فإن كنت محتاجا للجلوس حيث يجلسون كالفصل الدراسي فلا أقل من أن تنكر عليهم بقلبك، وتتجنب الحديث معهم في الفحش، ومن الدليل على حرمة التحدث بالكلام البذيء ما جاء في الحديث من أن الله يبغض الفاحش البذيء، ففي سنن الترمذي عن أبي الدرداء: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء. صححه الألباني.
قال في سبل السلام: البغض ضد المحبة وبغض الله عبده به إنزال العقوبة به وعدم إكرامه إياه، والبذيء فعيل من البذاء وهو الكلام القبيح الذي ليس من صفات المؤمن كما دل له الحديث الآتي. انتهى.
يعني بالحديث الآتي ما روى الترمذي: عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. والحديث صححه الألباني أيضا.
ومن هذا يعلم أن التحدث بالكلام البذيء حرام ، لكنه ليس مكفرا.
والله أعلم.