الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعقد هو شريعة المتعاقدين، وصاحبك قد اتفق معك على أن لا تنقطع عن العمل معه مالم يكتمل المشروع الذي بدأته، وعليه فليس لك ترك العمل بدون عذر معتبر قبل استكمال المشروع، وهذا هو موجب عقد الإجارة وزاده الشرط قوة، وأما عن الراتب في حال ترك الأجير العمل قبل انتهاء المدة المتفق عليه ففيه تفصيل راجعه في الفتوى رقم: 150173.
وإذا لم يكن تركك للعمل وإخلالك بالشرط نتيجة لعذر معتبر فإن لصاحبك الرجوع عليك بما يلحقه من ضرر بسبب إخلالك بشرط العقد، وهو عدم ترك العمل أثناء إنجاز المشروع الذي بدأت فيه، لقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود وصححه السيوطي.
وقول شريح القاضي ـ رحمه الله: من شرط على نفسه طائعا غير مكره فهو عليه ـ والقصة في البخاري، وهذا الضرر وذلك العذر يقدره أهل الخبرة بهذا المجال من الأعمال.
والله أعلم.