الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن فضل الله تعالى أنه يقبل توبة التائب بل إنه سبحانه يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، و التوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، وإذا كان الذنب يتعلق بحق آدمي، فلا بد من إبراء الذمة منه إما بإرجاع الحق له، إن كان فيما يتعلق بالمال، أو باستحلاله منه إن كان في العرض، إلا أن يترتب على ذلك مفسدة، فيكتفي بالدعاء له ، وراجع في ذلك الفتوى رقم : 5646.
وعليه ؛ فما وقعت فيه من المحرمات كاللواط ومقدماته والعادة السرية، فتوبتك منها بالإقلاع والندم والعزم على عدم العود، وعليك بالستر على نفسك، فلا تخبر أحدا بذنبك ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :... أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
وأما ما كان من القذف فمن توبتك أن تكذب نفسك عند من تكلمت أمامه بالقذف.
قال ابن القيم : ولذلك كان الصحيح من القولين أن توبة القاذف إكذابه نفسه. مدارج السالكين.
وأما الغيبة فقد ذهب بعض العلماء إلى صحة التوبة منها دون إخبار أصحابها ولكن يذكرهم بخير ويدعو لهم، وهذا الذي رجحناه في الفتوى رقم : 18180.
والله أعلم.