الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج من الخير الذي ينبغي للمسلم المبادرة إليه، ففيه الكثير من الفوائد والمصالح ومنها السكن والاستقرار النفسي، وإعفاف النفس وتحصيل الذرية، ولا ندري حقيقة هذه المشاكل الإدارية التي تحول بينك وبين الإقدام على الزواج الآن، ولكن مهما أمكنك الإقدام عليه فافعل. وقد ييسر الله لك حل هذه المشاكل بسبب الزواج. ثم إن الإنسان لا يدري ما قد يعرض له من آفات قد تحول بينه وبين الزواج أصلا.
وأما رغبة أمك في الاستمتاع بمالك فلا يوجب عليك تأخير الزواج، وما الذي يمنع من أن تستمتع بمالك مع الزواج، خاصة وأن الزواج نفسه من أسباب الرزق، قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وروى أحمد والترمذي والنسائي بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ثلاثة حق على الله عونهم... وذكر منهم: الناكح يريد العفاف.
ولا بأس في أن يطلب الشاب من الفتاة أن تنتظره حتى يتمكن من الزواج منها، أو أن يكون بينهما عهد على ذلك، إلا أنه لا ينبغي المصير لمثل هذا، فإن الواحد منهما يدخل بذلك في نوع من الالتزام يوقعه في شيء من الحرج لو طرأ له عذر يحول بينه وبين الوفاء، أو لا يفي بهذا العهد لغير عذر فيقع في إخلاف الوعد وهو من الصفات المذمومة .
والله أعلم.