الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الله عز وجل أمر المؤمنين بغضّ الأبصار، فقال سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ [النور:30]، وفي صحيح مسلم عن جرير -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ولم يرخص الشرع في النظر إلى غير المحارم من النساء، إلا للحاجة، فيجب على المؤمن الوقوف عند حدود الله، وعليه أن يعلم أن في ذلك صلاح الدِّين، والدّنيا.
ومن الحاجات التي رخص الشارع في النظر إلى المرأة من غير المحارم: الخطبة، فيسن لمن أراد أن يخطب امرأة، أن ينظر إليها قبل ذلك، فإن رغب بها، خطبها، وإلاَّ أعرض عنها، ولينظر إليها بقدر ما يدعوه إلى نكاحها، فإذا قرر خطبتها، طلبها من أوليائها.
وليحذر أن يستدرجه الشيطان، ويفتح له أبواب الفتنة، فيقع فيما لا يحمد.
وليس من المهم أن يصارح البنت بذلك، فسيعلمها أهلها، فإن كانت هناك حاجة لإعلامها، فليعلمها بواسطة بعض النساء من محارمه.
هذا ونوصي الأخ بأهمية النظر في دِين المرأة، وخلقها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاظفر بذات الدِّين، تربت يداك. رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما.
والله أعلم.