الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح ـ إن شاء الله ـ أن كل عبادة جعل ثوابها للميت فإنه ينفعه ذلك ويصل إليه الثواب، سواء في ذلك العبادات البدنية والمالية، فمن ذكر الله أو استغفر أو قرأ القرآن أو صلى وجعل ثواب ذلك للميت نفعه ذلك ـ بإذن الله ـ قال شيخ الإسلام رحمه الله: الصَّحِيحُ أَنَّهُ يَنْتَفِعُ الْمَيِّتُ بِجَمِيعِ الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ مِنْ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْقِرَاءَةِ كَمَا يَنْتَفِعُ بِالْعِبَادَاتِ الْمَالِيَّةِ مِنْ الصَّدَقَةِ وَالْعِتْقِ وَنَحْوِهِمَا بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ وَكَمَا لَوْ دَعَا لَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 111133.
ومع ذا، فالأولى للعبد أن يجعل ثواب قرباته لنفسه، لأنه سيأتي عليه زمن يكون أحوج شيء إلى ثواب هذه الطاعة، ثم يكثر من الدعاء لميته والاستغفار له وهذا هو المعروف عن السلف، قال شيخ الإسلام رحمه الله: وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَةِ السَّلَفِ إذَا صَلَّوْا تَطَوُّعًا أَوْ صَامُوا تَطَوُّعًا أَوْ حَجُّوا تَطَوُّعًا أَوْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ يُهْدُونَ ثَوَابَ ذَلِكَ إلَى أَمْوَاتِ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يَنْبَغِي الْعُدُولُ عَنْ طَرِيقِ السَّلَفِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ وَأَكْمَلُ. انتهى.
والله أعلم.