الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان حال زوجك معك على هذا النوع من التعامل القاسي فهو مسيء للعشرة مخالف لما أمر به الله تعالى وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم من إحسان عشرة الزوجة والإيصاء بها خيرا، وراجعي بعض النصوص الواردة بهذا الخصوص بالفتوى رقم: 20098.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 6897.
ومن أفضل ما يمكن أن تتسلي به الصبر فنعم المعين عند حصول البلاء الصبر، وله العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، وقد ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: 18103.
ولا تنسي أيضا أن تكثري من دعاء الله تعالى أن يصلح لك زوجك، فالله سبحانه مجيب دعوة المضطرين وكاشف البلاء عن المبتلين، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وانظري الفتوى رقم: 119608، وهي عن آداب الدعاء.
وقد سبق لنا ذكر خلاف أهل العلم في حكم طاعة الزوجة زوجها في منعه إياها من زيارة والديها، فراجعي الفتوى رقم: 140257.
ولا ينبغي لزوجك منعك من زيارة والديك من غير عذر شرعي كخوف الضرر ونحوه، ولا ينبغي له أيضا أن يترك زيارة أصهاره لغير مسوغ شرعي، ففي الزيارة زيادة المودة والألفة وفي تركها سبب الجفاء والغلظة، وإن أصر زوجك على منعك فناصحيه بالمعروف واستعيني عليه ببعض الفضلاء من المشايخ أو الأصدقاء، فإن لم يقتنع فسلمي أمرك لله واصبري وصلي رحمك بأنواع الصلة الأخرى من الاتصال ونحوه حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا، وإذا كان زوجك لم يتق الله فيك فاتقي أنت الله فيه، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، فإذا أمرك بزيارة أهله فيندب لك أن تزوريهم ولا يجب فعسى أن تكون طاعتك له في ذلك سببا للين قلبه تجاهك وإذنه لك بزيارة أهلك، وراجعي الفتوى رقم: 97514.
والله أعلم.