الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك ثلاثة أمور:
أولها عن الفتويين المشار إليهما هل بينهما تعارض أم لا؟ والجواب أنه لا تعارض، لأن الأولى فيها إجمال لضابط الشفاعة للحصول على وظيفة بناء على سؤال السائل عن حكم ذلك، كما في الفتوى رقم: 34837.
وأما الفتوى الثانية رقم: 97529، ففيها تفصيل وتفريق بين المؤسسات الخاصة التي يكون فيها الحق لصاحبها ومالكها فيعين من يختار ولو كان أقل كفاءة من غيره، وتجوز الوساطة في ذلك وبين ما إذا كانت المؤسسة أو جهة العمل عامة فيكون الحق فيها للجميع ولا يجوز تقديم شخص أقل كفاءة على من هو أكثر منه كفاءة وخبرة ولا يجوز التوسط في ذلك، لكن لو لم تكن مسابقة وسعى شافع لمن يعلم مؤهلاته وقدراته لشغل وظيفة يتقنها فلا حرج في ذلك ولا يلزمه الانتظار حتى تجرى مسابقة ليعلم هل هنالك من هو أكثر منه كفاءة وعلى كل، فلا تعارض بين الفتويين وكل واحدة منهما تطابق السؤال الذي كانت جوابا عنه.
والأمر الثاني مما تضمنه سؤالك عما ذكر في الكتاب من أنواع الشفاعات الحسنة في الوقت الحاضر وضرب أمثلة منها الشفاعة للتعيين في وظيفة أو القبول في دراسة ونحوه وهو صحيح، لكنه مجمل فالشفاعة للتعيين في وظيفة مثلا لها ضوابط بيناها في الفتويين السابقتين وهكذا.
وأما الأمر الثالث: وهو حول بعض ما ذكر في الكتاب عن مسألة عدم لزوم العدل بين المشفوع فيهم من قبل الشافع أو المشفوع إليه فالظاهر أن ما ذكره الباحث صحيح.
والله أعلم.