كيفية تصرف المرأة مع زوجها إن كان يهينها ويصرح بكرهه لها ولأهلها
19-3-2012 | إسلام ويب
السؤال:
أنا زوجة وأم لخمسة أطفال أكبرهم عمره 12 سنة، زوجي دوما يهينني باللفظ ويصرح بكرهه لي ولأهلي. وندمه على الزواج بي، ويتهمني بأنني أنجبت هذا العدد من الأبناء فقط لكي أربطه بي، علما أنني الآن ناجحة في عملي وعلاقاتي الاجتماعية ومحبوبة من الجميع عداه وأهله. كيف أتصرف معه؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فليس الأهم -أختي السائلة- أن تكوني ناجحة في عملك أو علاقاتك الاجتماعية، بل الأهم أن تكوني كذلك في علاقتك مع زوجك. فانظري في أسباب قسوته وكرهه لك لعلها ناتجة عن عدم حسن تعاملك معه وتقصيرك في حقه، فإن حسن تبعل المرأة لزوجها وقيامها بحقه سبب رئيس في محبته لها وحسن عشرته معها، وكثير من النساء لا تلتفت إلى التزين للزوج ولا تختار الكلمات الرقيقة في حديثها معه، ولا تتودد إليه وتظن أنها ما دامت قائمة بشؤون الطبخ والغسيل ونحوها فقد قامت بما عليها وما على الزوج إلا أن يحبها حبا جما، وهذا قصور في فهم حسن العشرة بين الزوجين، فالتزين والتودد لهما أثر بالغ في المحبة بين الزوجين ولذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة التي لا تخضب يدها حتى صارت كيد الرجل فقال: اخْتَضِبِي تَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ الْخِضَابَ حَتَّى تَكُونَ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ ؟!! رواه أحمد , وقد يكون عملك هو السبب في قسوة زوجك عليك فالمرأة العاملة خارج بيتها مظنة التقصير في القيام بشؤون البيت وحق زوجها، ويزداد الأمر سوءا إذا كانت تخرج للعمل من غير رضاه وإذنه وهذا لا يجوز كما بيناه في الفتوى رقم: 116382 ، والفتوى رقم: 73341 فانظري -أختي السائلة- فيما ذكرنا ولعل الله تعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجك , وإن كنت على خير حال معه وقائمة بحقوقه ولا ترين مبررا لكرهه وقسوته فعليك بالصبر وأكثري من الاستغفار فإن الذنوب قد تكون سببا فيما تجدينه من زوجك، وقد قال بعض السلف : إني لأعصي الله ، فأرى ذلك في خُلق دابتي وامرأتي .
وينبغي للزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ.
قال ابن كثير : أي: طيِّبُوا أقوالكم لهن، وحَسّنُوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ، وأنا خَيْرُكُم لأهْلي" وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جَمِيل العِشْرَة دائم البِشْرِ، يُداعِبُ أهلَه، ويَتَلَطَّفُ بهم، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته، ويُضاحِك نساءَه، .. اهــ. وأما الشتم والسب والإهانة فليس من أخلاق المؤمنين وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ. رواه أحمد والترمذي, ورغّب صلى الله عليه وسلم الزوج في غض الطرف عن بعض عيوب زوجته نظير ما لها من محاسن أخرى فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ. رواه مسلم , وقوله: { لا يفرك } أي لا يبغض.
قال النووي رحمه الله: أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضهَا ، لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَه وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا بِأَنْ تَكُون شَرِسَة الْخُلُق لَكِنَّهَا دَيِّنَة أَوْ جَمِيلَة أَوْ عَفِيفَة أَوْ رَفِيقَة بِهِ أَوْ نَحْو ذَلِكَ. اهــ .
ومع جميع ما ذكرنا فإنَّ تضرر الزوجة من البقاء مع زوجها يسوغ لها طلب الطلاق، كما هو مبين بالفتوى رقم: 37112. لكن الأولى لها أن لا تلجأ إلى الأخذ بهذا الحق إلا إذا لم يفد غيره.
والله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فليس الأهم -أختي السائلة- أن تكوني ناجحة في عملك أو علاقاتك الاجتماعية، بل الأهم أن تكوني كذلك في علاقتك مع زوجك. فانظري في أسباب قسوته وكرهه لك لعلها ناتجة عن عدم حسن تعاملك معه وتقصيرك في حقه، فإن حسن تبعل المرأة لزوجها وقيامها بحقه سبب رئيس في محبته لها وحسن عشرته معها، وكثير من النساء لا تلتفت إلى التزين للزوج ولا تختار الكلمات الرقيقة في حديثها معه، ولا تتودد إليه وتظن أنها ما دامت قائمة بشؤون الطبخ والغسيل ونحوها فقد قامت بما عليها وما على الزوج إلا أن يحبها حبا جما، وهذا قصور في فهم حسن العشرة بين الزوجين، فالتزين والتودد لهما أثر بالغ في المحبة بين الزوجين ولذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة التي لا تخضب يدها حتى صارت كيد الرجل فقال: اخْتَضِبِي تَتْرُكُ إِحْدَاكُنَّ الْخِضَابَ حَتَّى تَكُونَ يَدُهَا كَيَدِ الرَّجُلِ ؟!! رواه أحمد , وقد يكون عملك هو السبب في قسوة زوجك عليك فالمرأة العاملة خارج بيتها مظنة التقصير في القيام بشؤون البيت وحق زوجها، ويزداد الأمر سوءا إذا كانت تخرج للعمل من غير رضاه وإذنه وهذا لا يجوز كما بيناه في الفتوى رقم: 116382 ، والفتوى رقم: 73341 فانظري -أختي السائلة- فيما ذكرنا ولعل الله تعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجك , وإن كنت على خير حال معه وقائمة بحقوقه ولا ترين مبررا لكرهه وقسوته فعليك بالصبر وأكثري من الاستغفار فإن الذنوب قد تكون سببا فيما تجدينه من زوجك، وقد قال بعض السلف : إني لأعصي الله ، فأرى ذلك في خُلق دابتي وامرأتي .
وينبغي للزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ.
قال ابن كثير : أي: طيِّبُوا أقوالكم لهن، وحَسّنُوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ، وأنا خَيْرُكُم لأهْلي" وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جَمِيل العِشْرَة دائم البِشْرِ، يُداعِبُ أهلَه، ويَتَلَطَّفُ بهم، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته، ويُضاحِك نساءَه، .. اهــ. وأما الشتم والسب والإهانة فليس من أخلاق المؤمنين وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ. رواه أحمد والترمذي, ورغّب صلى الله عليه وسلم الزوج في غض الطرف عن بعض عيوب زوجته نظير ما لها من محاسن أخرى فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ. رواه مسلم , وقوله: { لا يفرك } أي لا يبغض.
قال النووي رحمه الله: أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضهَا ، لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَه وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا بِأَنْ تَكُون شَرِسَة الْخُلُق لَكِنَّهَا دَيِّنَة أَوْ جَمِيلَة أَوْ عَفِيفَة أَوْ رَفِيقَة بِهِ أَوْ نَحْو ذَلِكَ. اهــ .
ومع جميع ما ذكرنا فإنَّ تضرر الزوجة من البقاء مع زوجها يسوغ لها طلب الطلاق، كما هو مبين بالفتوى رقم: 37112. لكن الأولى لها أن لا تلجأ إلى الأخذ بهذا الحق إلا إذا لم يفد غيره.
والله أعلم.