الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عمتك هذه من أرحامك، و صلة الرحم واجبة بالكتاب والسنة وإجماع أهل العلم، كما سبق بيانه في عدة فتاوى منها الفتوى رقم: 24833.
وإن كانت على ما ذكرت من أنها تكذب وتغتاب وتبهت الناس ونحو هذا من الأقوال السيئة، فإنها بذلك آتية لمنكرات عظيمة يجب نصحها بخصوصها وتخويفها بالله تعالى عسى أن تتوب منها ويصلح حالها، ونذكر بالدعاء لها بظهر الغيب أن يوفقها الله إلى الهداية والرشاد.
وبالنسبة للصلة: فإن صلة الفاسق يرجع فيها إلى المصلحة، وعليه، فإن كانت زيارتكم لها تترتب عليها مفاسد فالأولى ترك زيارتها ويمكن صلتها بأنواع الصلة الأخرى كالاتصال ونحوه، وقد أحسنت بالامتناع من أن يأخذ زوجك الرشوة، فالرشوة محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب لا يجوز للمسلم أن يتعاطاها فيأكل سحتا أو يطعمه أولاده، ولمعرفة أدلة تحريم الرشوة تراجع الفتوى رقم: 1713.
وإذا كان الأمر على ما ذكرت من أن البيت ضيق وتتضررون بمبيت الولد المذكور عندكم فأنتم محقون في الامتناع من مبيته في بيتكم، فليس لعمتك أن تغضب لأجل ذلك، وأما بخصوص ابنتك والتي ذكرت من حالها أنها حاولت الانتحار بسبب سوء المعاملة التي تجدها في بيت جدها وجدتها فلنا عليه تعليقان:
الأول: نسأل عن السبب الحامل على تركها تعيش في حياة ضنكة كهذه، فهذا تفريط عظيم من أبيها الذي هو مسئول عنها.
الثاني: أن الانتحار ذنب عظيم، وقد ينتقل به المنتحر من شقاء إلى شقاء أعظم حيث يخسر دينه ودنياه، ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 10397، لمزيد الفائدة.
والله أعلم.