الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت بالغة رشيدة فلا حرج عليك في الإقامة مع أمك والامتناع من الانتقال مع أبيك، ولا سيما إذا كان يريد نقلكم إلى مسكن غير مأمون، فعند كثير من العلماء تنتهي الحضانة بالبلوغ ويحق للولد الإقامة حيث شاء ما لم يُخش عليه مفسدة.
قال ابن قدامة: فَأَمَّا الْبَالِغُ الرَّشِيدُ , فَلا حَضَانَةَ عَلَيْهِ, وَإِلَيْهِ الْخِيرَةُ فِي الإِقَامَةِ عِنْدَ مَنْ شَاءَ مِنْ أَبَوَيْهِ. المغني لابن قدامة.
لكن مع ذلك يجب عليكم بر أبيكم والإحسان إليه مهما كان حاله فإن حق الوالدين عظيم، وانظري الفتوى رقم : 114460
وإذا كان بر الأم آكد من بر الأب فذلك لا يعني التهاون في بر الأب بل الواجب الجمع بين برهما والإحسان إليهما، فإن لم يمكن الجمع بين برهما وتعارضت طاعة الأب مع طاعة الأم بحيث لا يمكن طاعتهما معا، فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى تقديم بر الأم حينئذ ، وانظري الفتوى رقم : 167869
والله أعلم.