الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الوساوس من كيد الشيطان ومكره بك، يريد بها أن يصدك عن العبادة ويحول بينك وبين الطاعة فلا تلتفت إليها، قال أبو محمد ابن عبد السلام ـ رحمه الله: الشيطان يدعو إلى ترك الطاعات، فإن غلبه العبد وقصد الطاعة التي هي أولى من غيرها أخطر له الرياء ليفسدها عليه، فإن لم يطعه أوهمه أنه مراء وأن ترك الطاعة بالرياء أولى من فعلها مع الرياء فيدع العمل خيفة من الرياء، لأن الشيطان أوهمه أن ترك العمل خيفة الرياء إخلاص، والشيطان كاذب في إيهامه، إذ ليس ترك العمل خوف الرياء إخلاصا. انتهى.
فإذا علمت هذا فاطرح عنك هذه الوساوس وامض في طاعتك حريصا على تحقيق الإخلاص مبتعدا عن الرياء وسبله، وانظر الفتوى رقم: 134994، لبيان السبل المعينة على تحقيق الإخلاص.
والله أعلم.