الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه إذا حصل من كلا المرأتين قيامها على شؤون بيتها ورعاية زوجها وتربية عيالها التربية السليمة، وتميزت إحداهما بخروجها لما ذكر من تحفيظ القرآن والتعليم والدعوة مع الالتزام بالضوابط الشرعية في خروجها ...فالظاهر فضل هذه الأخيرة ولا سيما إن قصدت إغناء النساء عن اللجوء إلى الرجال في مثل هذه الأمور، ويدل لهذا ما ثبت من النصوص في فضل المشتغلين بتعليم القرآن والدعوة إلى الله تعالى. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.
و قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. {فصلت:33}.
وكما يطالب ذلك من الرجال يطلب من النساء القيام بذلك، كل حسب استطاعته، لقول الله عز وجل: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {التوبة:71} .
والله أعلم.